قدمت عائلة المخرج والكاتب جلال خوري أرشيف فوتوغرافي كبير للمكتبة الشرقية – الجامعة اليسوعية. حفل افتتحه الأب سليم الدكاش ونظمه جوزيف رستم مع العائلة، شارك فيه أقرباء ومقربين وزملاء للراحل الكبير، قبل أن يختتم بفيلم وثائقي للمخرج هادي زكاك بعنوان “عزيزي جلال”. كما مثل نقيب الممثلين عصام الأشقر وسعد حمدان.
كان احتفالاً، بل تكريماً، بل لقاءً لكل محبي جلال خوري. جلال خوري الأستاذ الجامعي المميز، تُدرس سيرته وأبحاثه حتى اليوم، كان أيضاً محاضراً لا مثيل له ومفكراً كبيراً. كمسرحي، هو من أطلق المسرح السياسي سنة 1971 مع “جحا في القرى الأمامية” ناقلاً المسرح الثقافي من خمسة أو ستة عروض إلى عشرات العروض بصالة مكتظة بالمشاهدين. كتب جلال خوري عدة مسرحيات عرضت في لبنان والعالم العربي وألمانيا وشارك بأعماله أسماء كبيرة على غرار نبيه أبو الحسن وفيليب عقيقي وجوزيف طراب ورفعت طربيه.
كان جلال خوري كاتباً لاذعاً ومخرجاً مميزاً، اعتمد أسلوب التغريب “البريشتي” في تقنيته الإخراجية وإدارة الممثل. انتقل جلال خوري من المسرح السياسي الكوميدي بامتياز، إلى نوع مسرحي روحاني وطقوسي، بحث من خلاله عن هوية المسيح في أعمال عدة: “رحلة محتار إلى شريناغار” و”الطريق إلى قانا”، كما غاص في أبحاث عن جذور الموارنة وولادة بكركي مع هندية، الراهبة المارونية الحلبية التي أنشأت بكركي والتي يدور حول سيرتها الكثير من التساؤلات.
لكن يوم التكريم في الجامعة اليسوعية اكتشف أصدقاؤه والمقربون منه جلال خوري المصور الفوتوغرافي، حيث عمل على تأريخ حقبة كبيرة من المسرح اللبناني المعاصر.